رغم أن ترك هاتفك المحمول بجانب سريرك قد يبدو مريحًا، إلا أن هذه العادة قد تؤثر بشكل خطير على جودة نومك. وبحسب شاليني باروتي، الطبيبة المتخصصة في اضطرابات النوم، فإن إبقاء هاتفك في غرفة النوم يزيد من خطر الإصابة بالأرق. توصيتهم واضحة: إن إبقاء هاتفك المحمول خارج غرفة النوم يمكن أن يساعد في منع اضطرابات النوم وتسهيل النوم المريح.
وتكمن إحدى المشاكل الرئيسية في الضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشات، والذي يتداخل مع إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم دورة النوم. إن التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي أو القراءة على هاتفك قبل النوم يرسل إشارات إلى دماغك للبقاء نشطًا، مما يجعل من الصعب الدخول في نوم عميق.
وقد أثبتت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد هذا التأثير من خلال مقارنة القراءة على جهاز لوحي بإضاءة خلفية (مثل جهاز آيباد ) مع قراءة كتاب مطبوع لمدة خمس ليال متتالية. وأظهر المشاركون الذين استخدموا الجهاز اللوحي انخفاضًا وتأخيرًا في إنتاج الميلاتونين لمدة 90 دقيقة تقريبًا. وهذا ما جعل من الصعب عليهم النوم، لأن غياب هذا الهرمون يبقي الجسم في حالة تأهب.
هناك ممارسة شائعة أخرى وهي استخدام وظيفة "الغفوة" في منبه هاتفك المحمول. على الرغم من أنه يبدو غير ضار، إلا أن هذا الإجراء يمكن أن يعطل دورة النوم ويسبب النعاس أثناء النهار. حذر براندون بيترز ماثيوز، طبيب الأعصاب في مستشفى سياتل، من أن تعطيل المرحلة الأخيرة من النوم - وخاصة مرحلة حركة العين السريعة (REM) - يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة النوم.
يعد نوم حركة العين السريعة ضروريًا لتقوية الذاكرة والمعالجة العاطفية والتعافي العقلي والجسدي. حتى الانقطاع القصير قد يضعف هذه الوظائف ويجعل الشخص يشعر بالتعب أكثر عند الاستيقاظ.
- مخاطر أخرى لاستخدام الهاتف المحمول في الليل
بالإضافة إلى التأثيرات على النوم، تصدر الهواتف المحمولة مجالات كهرومغناطيسية. على الرغم من أن الإشعاع الناتج لا يعتبر خطيرًا بشكل فوري، فقد اقترحت بعض الدراسات آثارًا سلبية محتملة نتيجة التعرض له لفترة طويلة.
ومن بين هذه الدراسات دراسة "استخدام الهاتف المحمول والصحة العقلية" التي أجراها تومي إس. في السويد عام 2018. وحذرت الدراسة من أن الهواتف المحمولة تصدر إشعاعات تردد لاسلكي لم يتعرض لها أي جيل سابق منذ الطفولة. المخ هو العضو الرئيسي المتأثر بهذه الانبعاثات. وتشير الدراسة إلى أن هذا التعرض قد يكون مرتبطًا بالاضطرابات العصبية، والإدمان التكنولوجي، واضطرابات النوم، والمشاكل المعرفية والعاطفية، وخاصة عند الأطفال والمراهقين.علاوة على ذلك، يرتبط الإفراط في استخدام الأجهزة المحمولة قبل النوم بارتفاع مستويات القلق والاكتئاب، لأنه يؤثر على الاستقرار العاطفي ويشجع على حالة من اليقظة المستمرة.
وفي مواجهة هذه المخاطر، ينصح الخبراء باختيار ساعة منبه تقليدية وإبقاء الهواتف المحمولة خارج غرفة النوم. يمكن لهذا التغيير البسيط أن يحسن جودة النوم بشكل كبير ويساهم في تحسين الصحة العامة بشكل عام.
على الرغم من أن الهواتف المحمولة أداة مفيدة في الحياة اليومية، فمن الضروري أن ندرك تأثيرها على النوم. إن تجنب استخدامه كمنبه وإبعاده عن مكان نومك يمكن أن يكون خطوة مهمة في العناية بصحتك الجسدية والعقلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق