لقد تحول الذكاء الاصطناعي من كونه مفهومًا مستقبليًا إلى حقيقة تتقدم بوتيرة مذهلة. إن تأثيره على المجتمع لا يمكن إنكاره، ووفقاً لبيل جيتس فإن هذه التكنولوجيا سوف تعيد تشكيل كل جانب من جوانب الحياة اليومية، سواء في المنزل أو في العمل.
ويقارن أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت ثورة الذكاء الاصطناعي بوصول أجهزة الكمبيوتر الشخصية، التي كانت متاحة في البداية فقط في الشركات، لكنها أصبحت تدريجيا أجهزة أساسية في كل منزل.لكن ما يقترحه جيتس الآن يتجاوز أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية: ففي المستقبل، كما يقول، لن نعتمد على الشاشات أو لوحات المفاتيح، بل على مساعدي الذكاء الاصطناعي الذين سيفعلون كل شيء من أجلنا.
خلال بودكاست ريد هوفمان، ذكر مبتكر نظام التشغيل ويندوز أن هذه الأجهزة، التي يشير إليها بالوكلاء الأذكياء، سوف تكون التغيير التكنولوجي الكبير القادم. بدلاً من التفاعل مع تطبيقات وأدوات متعددة كما نفعل الآن، فإن الذكاء الاصطناعي سوف يدير كل شيء تلقائيًا.
سيقوم هؤلاء الوكلاء بتحليل روتيننا، وتحسين وقتنا، وتزويدنا بمعلومات مخصصة في الوقت الحقيقي. لكن هذا التقدم، الذي يبدو واعداً للكثيرين، يثير أيضاً قلقاً كبيراً: إلى أي مدى سنعتمد على الذكاء الاصطناعي؟
- الوكلاء الأذكياء: التكنولوجيا التي ستكون جزءًا من حياتنا اليومية
ستكون أجهزة المساعدين بالذكاء الاصطناعي، أو الوكلاء الأذكياء، عبارة عن أجهزة مصممة لتغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع التكنولوجيا بشكل كامل. وبحسب بيل جيتس، فإن هذه الأنظمة المتقدمة لن تقوم فقط بالإجابة على الأسئلة أو تنفيذ مهام بسيطة، مثل المساعدين الافتراضيين اليوم، بل ستقوم أيضًا باتخاذ القرارات نيابة عنا.
وسوف تصبح أدوات فعالة للغاية بحيث تجعل استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وحتى الساعات الذكية غير ضروري. كيف ستعمل هذه العناصر الذكية؟ هدفها هو فهم احتياجاتنا وعاداتنا بشكل مستقل.
من خلال تحليل البيانات، سوف يكون الذكاء الاصطناعي قادرا على توقع أفعالنا، وإدارة التقويمات، وأتمتة مهام العمل، وتنظيم مشترياتنا، وحتى تذكيرنا بالأنشطة المهمة. لن تتطلب هذه الأنظمة منا إدخال الأوامر يدويًا؛ إنهم ببساطة سيتعلمون منا ويتصرفون وفقًا لذلك.
وسيكون تأثير هذه التكنولوجيا هائلاً، إذ إنها لن تجعل الحياة اليومية أسهل فحسب، بل ستغير أيضاً الطريقة التي نعمل بها ونتفاعل بها مع التكنولوجيا. يعتقد بيل جيتس أنه خلال سنوات قليلة ستصبح هذه الأجهزة شائعة مثل الهواتف الذكية اليوم. ومع ذلك، فإن هذا التطور ليس خاليا من المخاطر.
ورغم أن وصول العملاء الأذكياء يمثل ثورة تكنولوجية، فإنه يفرض أيضا تحديات خطيرة، وخاصة في مكان العمل. لن تعمل الأتمتة على تحسين العمليات فحسب، بل ستعمل أيضًا على استبدال ملايين العمال في القطاعات الرئيسية. وأشار جيتس إلى أن الصناعات مثل البناء والضيافة والنقل هي من بين الأكثر تضررا.
ومن الواضح أن الذكاء الاصطناعي هنا ليبقى، ومعه طريقة جديدة للتفاعل. قد تحل الأجهزة الذكية محل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر في المستقبل غير البعيد، وستتغير الطريقة التي ندير بها حياتنا بشكل جذري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق