بدأت الصين بناء مختبر تحت الماء في بحر الصين الجنوبي، وهو منشأة رائدة ستقع على عمق 2000 متر تحت الماء. ويمكن أن تساهم القاعدة، المصممة للبحث العلمي واستكشاف الموارد الطبيعية، في تعزيز حضور بكين في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها في العالم.
وبالإضافة إلى دراسة أنظمة الانبعاثات الباردة، فإن المنشأة ستتيح تحليل رواسب هيدرات الميثان والمعادن الإستراتيجية، والتي تعد مفتاحاً لتكنولوجيا وطاقة المستقبل.
وكشف الباحث يين جيان بينج من معهد علوم المحيطات في بحر الصين الجنوبي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم عن تفاصيل حول تصميم القاعدة في مقال نُشر في مجلة Manufacturing and Upgrading Today، حسبما نقلت صحيفة South China Morning Post.
وتوصف هذه المحطة بأنها "محطة فضاء في البحر"، وسيتم ربطها بشبكة الألياف الضوئية تحت الماء في الصين، وستضم ستة علماء سيعملون في وحداتها لمدة تصل إلى شهر دون التعرض للضوء الطبيعي.
وسيتم تجهيز المختبر الجديد تحت الماء بتكنولوجيا متقدمة لتحمل ضغطًا أعلى بـ200 مرة من الضغط عند مستوى سطح البحر. ومن المتوقع أن تكون القاعدة قادرة على استيعاب ما يصل إلى ستة علماء لفترات إقامات طويلة، مع نظام دعم الحياة المتطور لضمان سلامتهم.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم ربطه بشبكة الألياف الضوئية البحرية في الصين، مما يسمح بنقل البيانات في الوقت الحقيقي.
أحد الأهداف الرئيسية هو دراسة هيدرات الميثان، وهو مصدر طاقة بديل محتمل ذو تأثير بيئي أقل من الوقود الأحفوري التقليدي. يتواجد هذا الغاز الطبيعي، المحبوس في هياكل الجليد، بكثرة في قاع البحر، وقد يؤدي استخراجه بكفاءة إلى جعل الصين رائدة عالمية في استغلاله.
يعد بحر الصين الجنوبي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ولكنها أيضًا واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها على المستوى الدولي. وتطالب بكين بالسيادة على مساحات واسعة من الإقليم، وهو ما أثار توترات مع دول مجاورة مثل الفلبين وفيتنام وماليزيا.ومن المقرر ألا يبدأ تشغيل المختبر الصيني تحت الماء قبل عام 2030. ورغم أن المشروع يمثل تحدياً تكنولوجياً ولوجستياً، فإن تأثيره المحتمل على العلوم والطاقة والجغرافيا السياسية هائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق