لقد مر ما يقرب من 30 عامًا منذ ولادة الهاتف الرقمي ، ومنذ ظهور هذه الأجهزة في عام 1995، تطورت بطارياتها بشكل كبير. ومع ذلك، حتى يومنا هذا، لا تزال لديها قيود متأصلة. تستخدم معظم الهواتف المحمولة الحديثة بطاريات ليثيوم أيون، والتي على الرغم من أنها توفر سعة وكفاءة عالية، إلا أنها عرضة للتدهور بمرور الوقت بسبب العمليات الكيميائية التي لا يمكن تجنبها.
يجهل عدد كبير من مستخدمي الهواتف الذكية حقيقة قاسية، وهي أن شحن الهاتف إلى 100% يؤدي إلى إتلاف البطارية وتقليل عمرها الافتراضي. مثال رائع على التقادم المخطط له. ومع ذلك، اختار المصنعون عدم الكشف عن هذه المعلومات بشكل علني، خوفًا من رد فعل المستهلكين السلبي لفكرة عدم تحقيق الشحن الكامل.
تُستخدم بطاريات ليثيوم أيون في معظم الأجهزة الحديثة، ولكنها تتعرض للتدهور الكيميائي عند تخزينها بجهد عالٍ. يقول الدكتور الأمريكي جون جود إنوف، أحد مبتكري هذه التقنية: "إن الحفاظ على الحد الأقصى للشحن بشكل مستمر يقلل من عمر البطارية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% بعد عام واحد فقط". بدورها، تدعم دراسة أجرتها جامعة البطارية هذا الادعاء، مشيرة إلى أن البطارية تفقد ما يصل إلى 40% من سعتها الأصلية بعد 500 دورة شحن كاملة، بينما إذا اقتصرت على 80% فإن الخسارة لا تزيد عن 15-20%.
ورغم أن هذه المعلومات معروفة جيدًا في الصناعة، إلا أن الشركات المصنعة الكبرى مثل آبل وسامسونغ اختارت عدم نشرها للعامة. ومع ذلك، توصي المبادئ التوجيهية الداخلية لهذه الشركات بتجنب الشحن بنسبة 100%.
بدأت بعض الشركات بتقديم ميزات مخفية للتخفيف من هذه المشكلة. منذ نظام التشغيل iOS 13، طبقت آبل نظامًا يبقي الشحن عند حد 80% طوال الليل. وقد طورت شركتا سامسونغ وغوغل أيضًا آليات مشابهة، لكن فعاليتها تعتمد على عادات الشحن لدى المستخدم.
وبالمثل، تقدم بعض العلامات التجارية الصينية مثل شياومي وهواوي "وضع تحسين البطارية" الذي يحد الشحن إلى 80-90%، على الرغم من أن هذا الخيار غير ممكّن افتراضيًا أو يتم الترويج له علنًا. بالنسبة للمستخدمين الأكثر وعياً، هناك تطبيقات مثل AccuBattery أو Battery Limiter، والتي تنبهك عند الوصول إلى مستوى شحن معين لمنع التآكل المبكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق