قد يبدو الأمر وكأنه مزحة أو حلم مستحيل، لكن هذا الصيني نجح في تحقيق ما بدا مستحيلاً: إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي قادر على منافسة عمالقة الغرب مقابل جزء بسيط من التكلفة.
لكن قصة ليانج وينفينج الحقيقية بدأت في عام 2021. فقد استولى على 10 آلاف شريحة من إنتاج شركة إنفيديا، والتي ليست رخيصة الثمن على الإطلاق، وجمع مجموعة من الشباب حديثي التخرج من الكلية. اعتقد كثير من الناس أنه أصيب بالجنون، وأنه لا يوجد سبب منطقي لفعل هذا.
ويكمن مفتاح نجاح DeepSeek في نهجه الجديد كليًا، حيث أنه بسبب القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على الوصول إلى شرائح Nvidia، اضطرت الشركة التي تقف وراءه إلى تحسين الموارد إلى الحد الأقصى. النتيجة؟ نموذج يتطلب عُشر قوة الحوسبة التي يحتاجها منافسوه للتدريب.
ولم يكن الدافع وراء إنشاء ليانغ لبرنامج DeepSeek هو الربح الفوري، بل الفضول. ويقول إن "البحث العلمي الأساسي نادراً ما يقدم عوائد استثمارية عالية".
لقد نجح الذكاء الاصطناعي الصيني الذي يعمل تحت مظلة Fire-Flyer التابع لمؤسسة ليانغ "فاير فلاير"، في تحقيق أمر لا يمكن تصوره. نموذج DeepSeek-R1 الخاص بها، والذي تم إطلاقه في 20 يناير 2025، لا ينافس OpenAI في اختبارات المنطق والرياضيات فحسب، بل يفعل ذلك بكفاءة أكبر.
في غضون أيام، تجاوز DeepSeek تطبيق ChatGPT باعتباره التطبيق المجاني الأكثر تنزيلًا في متجر التطبيقات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، مما أدى إلى قلب السوق رأسًا على عقب.
وتتمثل فلسفة ليانج وينفينجبالنسبة لشركة DeepSeek في هذا: "لن نبيع بخسارة أو نسعى إلى تحقيق أرباح مفرطة"، حسبما قال في مقابلة. كما أكد على التزامه بالحفاظ على المصدر المفتوح، معتقدًا أن "إنشاء نظام بيئي قوي للتكنولوجيا هو أكثر أهمية".
مع وضع كل ذلك في الاعتبار، فإن الوضع أصبح على حافة الهاوية، وقد يواجه العالم تحولاً في القوة في عالم الذكاء الاصطناعي، وهو ما سيتعين على الشركات الأميركية الآن محاربته. وحده الزمن هو الذي سيخبرنا بما سيحدث، ولكن من الواضح أن ليانج وينفينج وDeepSeek قد غيّرا بالفعل قواعد اللعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق