عاد إيلون ماسك إلى دائرة الضوء مرة أخرى بعد إعلانه عبر شبكة التواصل الاجتماعي إكس التي يملكها أن الذكاء الاصطناعي الحالي يقترب من الوصول إلى حدوده القصوى. وبحسب ما قاله ماسك، فإن نموذج الذكاء الاصطناعي التقليدي، الذي يعتمد على كميات هائلة من البيانات البشرية، محكوم عليه بالفشل.
وفي كلمته، أكد أن كمية المعرفة البشرية المتاحة لتغذية هذه الأنظمة محدودة . وأضاف رجل الأعمال "في النهاية فإن نسبة الذكاء البيولوجي سوف تكون أقل من 1% من الإجمالي". لا يشير هذا التعليق إلى التفوق المحتمل للآلات فحسب، بل يشير أيضًا إلى الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية تطوير التقنيات الذكية.بالنسبة لإيلون ماسك، تكمن المشكلة الرئيسية في الاعتماد على البيانات البشرية لتغدية الذكاء الاصطناعي . تتطلب نماذج اللغة التي تدعم العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة كميات هائلة من البيانات حتى تعمل، ويقول ماسك إن هذا النهج غير مستدام على المدى الطويل.
وأشار أيضاً إلى أن الخلل لا يكمن في البيانات فحسب، بل أيضاً في بنية التكنولوجيا. وقال "إذا كان الذكاء الاصطناعي هشا بأي شكل من الأشكال، فإن لوحات الدوائر الصامتة لن تعمل بشكل جيد في العراء"، مشيرًا إلى أن الهاردوير الحالي ليس على مستوى التوقعات أيضًا.
يثير هذا التشخيص تساؤلات حول قدرة الذكاء الاصطناعي التقليدي على التطور بكفاءة واعتماده على نفسه. وبحسب قطب الأعمال، فإن الاعتماد على البيانات البشرية يحد من إمكانات هذه التقنيات، وحان الوقت للمراهنة على بديل مختلف جذريا.
الحل الذي قدمه ماسك ثوري: تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي القائمة على التعلم الذاتي باستخدام البيانات الاصطناعية. بدلاً من الاعتماد على المعلومات التي ينتجها الإنسان، سوف تقوم الآلات بإنشاء وتقييم بياناتها الخاصة، مما يسمح بتطوير أكثر استقلالية وأقل اعتمادًا على الموارد الخارجية.
وقال رجل الأعمال في محادثة أجراها مؤخرًا مع المحلل مارك بين على إكس : "لقد حان الوقت للذكاء الاصطناعي للتأهل الذاتي والخضوع لعملية التعلم الذاتي". هذا الاقتراح ليس جديدًا تمامًا، لكنه يكتسب زخمًا سريعًا.
وتشير تقديرات شركات أبحاث التكنولوجيا مثل جارتنر إلى أنه بحلول عام 2024، سيكون 60% من البيانات المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي اصطناعية، وهو ما يشير إلى أن هذا النهج لم يعد مجرد نظرية.
وقد بدأت بعض الشركات بالفعل في تنفيذ هذه الطريقة، وهو ما يعزز فكرة أن البيانات الاصطناعية قد تمثل القفزة الكبيرة التالية في تطور الذكاء الاصطناعي. ويعتقد ماسك اعتقادا راسخا أن هذا التغيير أمر لا مفر منه إذا أردنا التغلب على القيود الحالية.
تثير تصريحات الملياردير الحماس والتشكك في الوقت نفسه. في حين يرى بعض الخبراء أن البيانات الاصطناعية والتعلم الذاتي تمثل فرصة للذكاء الاصطناعي، يحذر آخرون من المخاطر الأخلاقية والتقنية المحتملة المترتبة على السماح للآلات بأن تكون مكتفية ذاتيا بشكل كامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق