كانت بلدة صغيرة في سوريا (soria)، تاجويكو، يبلغ عدد سكانها 56 نسمة فقط، مسرحًا لجريمة تبدو وكأنها مستوحاة مباشرة من رواية الجريمة. في أكتوبر/تشرين الأول 2024، التقطت سيارة Google Street View، بعد 15 عامًا دون السير في تلك الشوارع، صورًا مزعجة: رجل يُدخل طردًا أبيض، على شكل إنسان بشكل مريب، في صندوق سيارة كستنائية. ما قد يبدو وكأنه لحظة من الحياة اليومية أصبح جزءًا أساسيًا في حل جريمة قتل وتقطيع مواطن كوبي مفقود منذ نوفمبر 2023.
وكان الضحية، J.L.P.O، البالغ من العمر 33 عامًا، قد وصل إلى إسبانيا ليلتقي بزوجته المقيمة في سوريا. ومع ذلك، اكتشف أنها كانت على علاقة مع أحد جيران البلدة، المعروف باسم "El Lobo de Tajueco". وبحسب التحقيقات، فقد تآمر الاثنان على ارتكاب الجريمة وتقطيع الجثة ودفنها في مقبرة الأندلس، وهي منطقة مجاورة لا يتجاوز عدد سكانها 13 نسمة. وكانت عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية والصور التي التقطتها خرائط غوغل حاسمة في إدانة الزوجين اللذين تم القبض عليهما في نوفمبر الماضي.وعثر على أجزاء من الضحية يوم 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري في مقبرة الأندلس، فيما تواصل السلطات البحث عن أجزاء أخرى. وكشفت التحقيقات عن جريمة وحشية مع سبق الإصرار، تضمنت إرسال رسائل كاذبة من الهاتف المحمول الخاص بالضحية للتظاهر بأنه غادر إسبانيا. وقد صدمت هذه القضية المنطقة، حيث يصف سكان تاجويكو المشتبه به الرئيسي، مانويل إيسلا غالاردو، بأنه رجل متحفظ ووحيد.
وأثارت الصورة التي التقطتها خرائط غوغل ، والتي لا تزال متاحة على المنصة، ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبحت موضوع التحليل والتعليقات. ولم تساعد الصورة في التعرف على سيارة المشتبه به فحسب، بل توضح أيضًا كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون شاهدًا حاسمًا في حل الجرائم. ويقول الباحثون: "إنه أمر لا يصدق كيف يمكن لشيء مثل الصدفة مثل سيارة غوغل أن يغير مسار التحقيق". بينما تتقدم الشرطة الوطنية الإسبانية في توضيح الحقائق، تم كسر الهدوء في تاجيكو والأندلس.
من ناحية أخرى، نظرًا لكونها صورة عامة لخرائط غوغل توثق لحظات نقل الجثة ، تظل هذه الصورة في متناول الجميع لأي مستخدم يقوم بتنشيط أداة التجوّل الافتراضي لخرائط غوغل في بلدة سوريا في تاجويكا. وكانت هذه الصورة بمثابة دليل أساسي للشرطة للعثور على خيط لسحبه، ومع التحقيقات ذات الصلة، انتهى الأمر باعتقال الشخصين المشتبه في ارتكابهما مثل هذه الجريمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق