هاجم إيلون ماسك، أغنى رجل على وجه الأرض، ويكيبيديا مرة أخرى، وأطلق عليها الآن اسم "Wokepedia". وعلى شبكته الاجتماعية إكس (تويتر سابقًا)، حيث لديه 209 مليون مشترك، دعا رجل الأعمال إلى التوقف عن التبرع للموسوعة الشهيرة على الإنترنت حتى "تستعيد التوازن في سلطتها التحريرية".
وقد نفى جيمي ويلز، المؤسس المشارك لويكيبيديا، هذه التصريحات مرارًا وتكرارًا. ووفقًا له، تظل الموسوعة ملتزمة بالحياد التحريري. كما يدحض فكرة أن ويكيبيديا تخدم خطًا سياسيًا ويذكر أن الجميع قادرون على المساهمة، طالما أن الحقائق مدعومة بمصادر موثوقة.
في قلب الجدل، هناك أحدث تقرير صادر عن مؤسسة ويكيميديا، وهي المنظمة غير الربحية التي تستضيف ويكيبيديا. من إجمالي ميزانية قدرها 177 مليون دولار لعام 2023-2024، تم تخصيص حوالي 31 مليون دولار لهدف يسمى "المساواة". يهدف هذا المبلغ، وفقًا للمؤسسة، إلى دعم المعرفة والمجتمعات التي تركتها "هياكل السلطة والامتياز" وراءها سابقًا.
في عام 2022، أعلنت مؤسسة ويكيميديا أنها تريد تشجيع إنشاء المزيد من المقالات حول النساء أو الأشخاص من الأقليات، من أجل تقليص "الفجوة بين الجنسين" (عدم المساواة بين الجنسين) على ويكيبيديا. بالنسبة لإيلون ماسك، فإن هذه المبادرات هي جزء من التحيز الإيديولوجي "المستيقظ"، والذي يعتبره غير متوافق مع الحياد الذي تدعيه المنصة.
ورغم هذه الانتقادات، تظل ويكيبيديا واحدة من أكثر المواقع زيارة في العالم، حيث يزورها ما يقرب من سبعة مليارات شخص شهريا. ويمنح هذا الجمهور الكبير الموسوعة نفوذا كبيرا: فالمحتوى المنشور هناك يعاد طبعه والتعليق عليه على نطاق واسع.
من جانبها، تؤكد مؤسسة ويكيميديا أنها لا تحقق أي ربح وأن كل تبرع يعاد استثماره في الاستضافة والصيانة الفنية للموقع. ويبقى أن نرى ما إذا كانت دعوة إيلون ماسك لمقاطعة هذه المؤسسة على شبكة الإنترنت ستخلف تأثيرا حقيقيا على التبرعات، على الرغم من أن الموسوعة لا تزال تتمتع بدعم شعبي وصورة إيجابية عموما بين مستخدمي الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق