ارتفع الاقبال على العملات المشفرة خاصة المعروف منها مثل البيتكوين وإيثريوم بين الشباب في سوريا، خاصة في مناطق الشمال، والتي يتواجد فيها بالفعل بعض المكاتب التي تعمل على تسويق العملات المشفرة بين فئة الشباب. تستخدم تلك المكاتب الارتفاعات القياسية التي تسجلها العملات المشفرة خلال العام الجاري، والحياة المعيشية التي يعاني منها أغلب الشباب اليوم ضمن وسائل الدعاية لتلك التجارة.
في ظل أوضاع معيشية غير مستقرة في بلد ينقسم على نفسه سياسيًا وعسكريًا، ويخضع النظام الحاكم فيه لعقويات غربية، يمثل التداول باب جديد لتوفير دخل اضافي، بل في بعض الأحيان يمثل دخل أكبر من الذي يمكن الحصول عليه في عمل تقليدي في سوريا.في العادة لا يحتاج الشخص الكثير من الأموال للتداول في تلك العملات، بل يكفي توافر مبلغ بداية من 50 دولار واستخدام الرافعة المالية والتي توفرها افضل شركات التداول المرخصة في سوريا لعام 2024 لبدء التداول في تلك العملات. علمًا أن امتلاك الشخص لمحفظة أو حساب تدول لا يعني بالضرورة تحقيقه للربح. فالعملات المشفرة تتميز بتقلبات عنيفة وموجات تصحيح قوية قد تمتد لأكثر من 70 في المئة، وبالتالي فتحذير المخاطر المعتاد والموجود في صفحات أغلب شركات التداول يجب أن ينظر إليه بشكل جدي في أصول جديدة نسبيًا على الأسواق، وتكاد تفتقر إلى تنظيم حقيقي، وفي نفس الوقت ذات تقلبات قوية.
- مخاطر التداول في العملات المشفرة من القرصنة إلى انهيار البورصات
لا يجب إغفال مخاطر التعامل في تلك العملات، حيث كشفت البيانات الصادرة خلال الشهر الجاري، عن وصول حصيلة عمليات القرصنة التي تمت على العملات المشفرة منذ يناير وحتى يوليو من العام الجاري إلى حوالي 1.6 مليار دولار. بالإضافة لارتفاع عملية سرقة العملات المشفرة بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث وصلت عمليات السرقة إلى 149 في 2024 مقارنة بنحو 145 فقط في العام الماضي. من الملاحظ ايضًا ان الافراد ليسوا في مأمن من عمليات السرقة هذه والتي تطال في بعض الأحيان منصات التداول المركزية.
تتمثل المخاطر ايضاً في الاضطرابات التي تتعرض لها الأسواق نتيجة تلاعب بورصات التبادل نفسها، وليس أدل على ذلك من انهيار بورصة إف تي إكس خلال العام الماضي واعلانها الإفلاس الأمر الذي تسبب ضرر لملايين من العملاء، بالتزامن مع ضياع المليارات من الدولارات.
في نفس الوقت، يواجه المهتمون بهذا المجال في سوريا عقابات من نوع خاص، مع وقف العديد من بورصات التبادل، وقف التعامل مع السوريين بسبب العقوبات الغربية. على سبيل المثال قامت بورصة التبادل الشهيرة بيناناس خلال شهر أبريل/ نيسان 2023 العام الماضي، عن إغلاق حسابات المتداولين الحاملين للجنسية السورية حتى من المتواجدين خارج الحدود السورية. وذلك بناء على توصيات جهات دولية، مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية.
توسع صناديق الاستثمار والقبول الرسمي للعملات المشفرة
على الرغم من المخاطر السابقة، إلا أن هناك جانب إيجابي يكاد يكون أكبر بالنسبة لتداول العملات المشفرة، مع التوسع في تداول وامتلاك تلك العملات، والتي يعتبرها البعض من الأصول المالية التي تتميز بمستقبل واعد. حيث تتواصل التقارير حول توسع صناديق التحوط، والتقاعد، كذلك البنوك التجارية في ضخ الأموال في الصناديق المتداولة في البورصة التي تستثمر في بتكوين، والتي حصلت على الموافقة الرسمية من الهيئات الأمريكية في شهر يناير 2024.
حسب البيانات اقترب عدد صناديق البيتكوين المتداولة من 2000 صندوق سجلت تدفقات بحوالي 17 مليار دولار خلال منذ يناير الماضي. كذلك ارتفعت التدفقات على صناديق إيثريوم المتداولة في البورصة لتقترب من 2 مليار دولار وذلك بعد الحصول على التراخيص الرسمية والموافقات قبل شهر واحد فقط.
اخيرًا، تتوالي التوقعات الإيجابية حول مستقبل العملات المشفرة التي تقودها البيتكوين والتي تتميز بكونها العملة المشفرة الاولى عالميًا من حيت القيمة السوقية. حتى بعد تسجيلها مستويات قياسية فوق 70 ألف دولار خلال وقت سابق من العام الجاري، تشير أغلب التوقعات لتجاوز البتكوين مستويات 100 ألف دولار خلال العام الجاري، وسط توقعات اكثر تفاؤلاً والتي تشير لوصول البيتكوين إلى مليون دولار قبل نهاية العقد الحالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق