لقد تطورت الحوسبة بشكل هائل حتى الآن في القرن الحادي والعشرين، ولكن من المدهش أن لغات البرمجة التي يكتب بها مطورو أحدث التطبيقات تتقدم ببطء شديد.
إن استخدام هذه اللغات، والتي تم إنشاؤها في معظم الحالات لجهاز واحد وليس للاستخدام المتصل بالشبكة، يشكل خطرًا متأصلًا على الأمن السيبراني للصناعة بأكملها والمستخدمين.
وهذا ما استنكره دوجلاس كروكفورد، مبتكر لغة البرمجة JSON، إحدى أكثر اللغات استخدامًا في العالم، في مقابلة أجراها بمناسبة مشاركته في مؤتمر KeepCoding Connect 24، الذي ركز على التكنولوجيا والإنسانية وعقد في مدريد.
"إن أكبر [خطر] هو الأمان. لقد اتخذنا نهجًا ساذجًا للغاية، حيث استخدمنا لغات برمجة تقليدية مليئة بتركيب الجمل المعقدة، وقمنا بوضع اتصالات الشبكة عليها، بحيث تنتقل الأشياء من آلة إلى أخرى. وكان ذلك يمثل مشكلة أمان حقيقية،" كما يوضح. كروكفورد.
يحذر الخبير في عالم البرمجة من واقع لا يؤثر فقط على التكنولوجيا بأكملها بل على جميع الصناعات: مخاطر الأمن السيبراني، وقبل كل شيء، الخروقات الأمنية التي يستغلها مجرمون الإنترنت لمصلحتهم.
ويوجد في العالم حوالي 2220 هجومًا إلكترونيًا يوميًا، وفقًا لبيانات المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023، مما يولد صناعة قادرة على توليد 8.44 تريليون دولار في عام واحد فقط والتي من المتوقع أن تزيد في المستقبل القريب.
"يعود السبب في ذلك بشكل أساسي إلى أننا عملنا مع نموذج لم يتضمن الأمان منذ البداية،" هذا ما قاله مبتكر لغة JSON في عام 2001، وهي لغة برمجة تعتمد على جافا سكريبت والتي أحدثت ثورة في الطريقة التي يتم بها تبادل مكتبات البيانات في الوقت الفعلي في الحوسبة .
بعد أكثر من عقدين من تحديد JSON وتعميمه، يقترح منشئه الآن تحديًا أكبر: إنشاء لغة برمجة جديدة وأكثر أمانًا تأخذ في الاعتبار أن معظم الحوسبة اليوم لا تتم على جهاز واحد ولكن يتم توزيعها.
يقول كروكفورد: "أريد إنشاء نموذج برمجة يعتبر فيه الأمان أحد الأسس. وأن الآلية التي نستخدمها للتزامن والتواصل هي بالضبط نفس الطريقة التي نستخدمها للأمان".
ويشعر كروكفورد بواجب العمل على تطوير هذه اللغة الجديدة، التي يدرك أنه كان ينبغي أن تكون موجودة منذ ما يقرب من 20 عامًا، عندما بدأت وظائف الشبكة في الانتشار على نطاق واسع في غالبية أجهزة الكمبيوتر.
على الرغم من أنه من المنطقي في الواقع أن تعتقد أن مطوري اليوم يختارون الاستمرار في استخدام نفس لغات البرمجة التي كانت موجودة قبل عقدين من الزمن، حيث ينتهي بهم الأمر إلى الاعتياد على طريقة معينة للعمل تكون أكثر راحة وإنتاجية بالنسبة لهم ، إلا أنه حان وقت للتغيير إلى لغات برمجة جديدة أكثر آمانا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق