قام باحثون في جامعة يوهانس كيبلر في لينز (النمسا) ببناء طائرة بدون طيار قادرة على الطيران الدائم. يمكنها القيام بذلك بفضل الألواح الشمسية خفيفة الوزن التي تدمجها، والتي تعيد شحنها بما يكفي من الطاقة أثناء الطيران حتى لا تضطر إلى الوقوف. ويعد هذا تقدمًا واعدًا في العلوم يفتح الباب أمام استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتصميم طائرات بدون طيار قادرة على القيام بمهام الإنقاذ أو المراقبة أو رسم الخرائط لأطول فترة ضرورية.
إذا كانت الظروف مناسبة، وخاصة الشمس المتاحة، يمكن للطائرة بدون طيار أن تطير باستمرار. ومفتاح ذلك يكمن في ألواحها الشمسية، وهي أرق 20 مرة من الشعرة ، وتحديداً أقل من 2.5 ميكرومتر .هذه الخلايا مصنوعة من مادة غريبة تسمى "البيروفسكايت". وهو معدن نادر يستخدم في صناعة الألواح الشمسية نظرا لكفاءته الهائلة وخفة وزنه ومرونته. لا يتم استخدامه على الأرض فحسب، بل أيضًا في الفضاء، وهو مفيد جدًا للأقمار الصناعية والبنية التحتية الفضائية لشحنها بشكل مستقل.
وتدمج الطائرة بدون طيار 44 من هذه الألواح، وهو ما يكفي للطيران بشكل دائم إذا سمح ضوء الشمس بذلك. الجهاز نفسه بحجم كف اليد ويستخدم أربع مراوح للطيران. وبصرف النظر عن حقيقة أن هذه التكنولوجيا تفتح الأبواب أمام مهام المراقبة أو رسم الخرائط أو الإنقاذ التي يجب تنفيذها لفترة طويلة، فإن هذه الطائرة بدون طيار ستسمح بالفعل باستخدامها لهذا الغرض.
وقال كريستيان بوتز، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة "إن الخلايا الشمسية الخفيفة والرفيعة للغاية لا تمتلك فقط إمكانات هائلة لإحداث ثورة في طريقة توليد الطاقة في صناعة الطيران، بل هناك أيضًا مجموعة واسعة من التطبيقات بما في ذلك الإلكترونيات القابلة للارتداء، وإنترنت الأشياء، والتي يمكن أن تستفيد أيضًا من هذا الجديد وأضاق قائلا : "إن التكنولوجيا الكهروضوئية خفيفة الوزن وقابلة للتكيف وعالية الكفاءة هي المفتاح لتطوير الجيل القادم من أنظمة الطاقة ذات الاكتفاء الذاتي".وهذا مثال آخر على أهمية الطائرات بدون طيار، والتي يتم استخدامها بالفعل في سيناريوهات مختلفة، من الحرب إلى توصيل طرود أمازون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق