خلال السنوات الأخيرة لاحظنا الكثير من العروض التي تقوم بها الشركات المنتجة للألعاب عبر عرضها مجانًا، وهذا يذكرنا بشركة Epic المشهورة التي قامت قبل مدة طويلة بعرض لعبة GTA5 مجانًا للتحميل، وهذا الأمر يستدعي الى طرح العديد من الأسئلة بخصوص الدوافع التي اضطرت تلك الشركات أخيرًا إلى عرض اللعب مجانًا وبدون مقابل على الرغم من التكلفة الباهظة لصناعتها، واخترت لكم هذا الموضوع للحديث عنه بشكل مفصل وحتى نفهم الدواعي لكل هذه الإجراءات من خلال هذه النقاط.
- الوصول إلى لاعبين جدد لمتابعة ألعابها والتعلق بها
يأتي هذا ضمن الترويج (التسويق)، فمن المعروف أن الأشخاص العادين سواء القنوات التلفزيونية أو المدونات أو قنوات اليوتيوب يقومون باستثمار مبلغ مالي أقصاه 1000 دولار للترويج لمحتوياتهم وزيادة المشاهدات، ولكن بخصوص الألعاب فهذا أمر مختلف إذ يكلف الشركات القائمة عليها مبالغ مالية كبيرة وذلك من خلال عرضها مجانًا فتلك الشركات لا تحتاج ترويج عالي التكاليف بعد شهرتها وما تحتاجه هو تقديم اللعبة مجانًا خصوصًا أن العرب لا يتوجهون لتحميلها بسبب كونها غير مجانية فعرضها مجانية بين أيدهم تمكنهم من الحصول على لاعبين جدد ولكن الغريب في الأمر هو استغلالهم فيما بعد ! فبعد إدمانهم على تلك الألعاب ينتظرون بكل شغف الإصدارات الجديدة وبعد صدورها يضطرون لشرائها بدون شعور فهناك نسبة كبيرة من الأشخاص حول العالم لا يقومون بشراء الألعاب خوفًا على عدم كفاءتها وتسليتها لا غير، فبهذا تصنع الشركات خطط لنجاح ألعابهم في المستقبل.
- إعادة إحياء سوق الألعاب الإلكترونية القديمة
من بين أفضل الاستراتيجيات التي تستخدمها الشركات المنتجة للألعاب حتى تحقق مبيعات وتقوم بإحياء السوق لألعابها القديمة، تقوم بعرضهَا مجانًا لفترة محدودة بهدف جذب اللاعبين الى تلك الألعاب القديمة وإعطائهم تجربة لها حتى يتمكنوا من تحقيق مبيعات بطريقة غير مباشرة كشراء أشياء مدمجة داخل اللعبة وشراء النقاط وغيرها من الأمور اللازمة للحصول على تجربة مميزة لتلك الألعاب، وأيضًا بطريقة مباشرة عبر دعوة الأصدقاء الى شراء اللعبة وتجربتها حتى بعد سنوات عديدة من طرحهَا.
- إحداث ضجة على المواقع المعلوماتية
على الرغم من الخسائر الباهظة التي تنتج عن قرار توفير اللعب مجانًا، غير أن الشركات تسعى للحصول على ترويجات من مواقع معلوماتية عديدة دون الدفع لهم مقابل ذلك.
يحدث ذلك عندما تقوم الشركات بجعل اللعبة مجانًا لينتبه لها أصحاب المدونات فيقومون بتنبيه المستخدمين بأن اللعبة أصبحت مجانية ليسارعوا في تحميلها، وهذا ما يزيد من شهرة الشركة والتمكن من منافسة غيرها بسهولة والسيطرة على سوق الألعاب العالمية عبر تحديثات جديدة أو إصدارات جديدة من الألعاب.
وفي الأخير لابد من الإشارة أن تلك الشركات لا تخسر أبدًا بطرح الألعاب مجانًا وهي دائما تسعى لإعداد خطة تسويقية ناجحة لا يدركها إلا خبراء التسويق.
-------
كاتب التدوينة: المدون عزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق