أصبح الإنترنت كأهم ملمح من ملامح العولمة الإتصالية العصرية - جزءٌ أساسيٌ من حياتنا الراهنة ، ومع إزدياد الطلب على خدمات التسوّق الإلكتروني عامةً ، وفي ظل ظروف تفشي وباء كورونا خاصةً, وُلد هذا المقال بسؤالٍ عابرٍ طالما طرحه ويطرحه رواد الشبكة العنكبوتية, ألا وهو: هل التسوق عبر الإنترنت آمننٌ أم لا؟.
ولعل الإجابة على هذا التساؤل لن تكون بالأمر السهل كتطبيق على جميع مواقف التسّوق الإلكتروني, وكذا فإنّ الإجابة على هذا التساؤل ستقود إلى ثلاثة أسئلة مهمة, إثنان منها تتعلق ببائع السلعة على الإنترنت ، والأخير يتعلق بالموقع.وفي هذه المقالة المختصرة ، ستناقش هذه الأسئلة في محاولة لمساعدة القراء على إتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التسوق عبر الإنترنت
هل بائع التجزئة على الإنترنت ذا سمعة طيبة؟
يجب أن يكون تحديد ما إذا كان بائع التجزئة على الإنترنت ذا سمعة طيبة أم لا هو الخطوة الأولى التي يتخذها المتسوقون قبل إتخاذ قرار بشأن إجراء عملية شراء عبر الإنترنت من البائع, ولعل البعض – في الدول المتقدمة – يلجأون إلى مكاتب إستشارية خاصة بالأعمال, ولكن في الدول التي لاتوجد فيها مثل هذه المكاتب – فقد يلجأ المتسّوق إلى الإجراءات التالية:
1) كون سمعة البائع الإلكتروني وشهرته لاخلاف في مصداقيتها, مثل موقع: أمازون, وجوجل.... ونحوها.
2) عمل بحث في الشبكة على مدى مصداقية البائع, والبحث عن شهادات الناس وتجاربهم في ذلك ، وهل تمة أي نوع من الشكاوي عنه أم لا؟.
3 الإستفادة من تجارب المشاهير والأصدقاء السابقة في التعامل مع البائع, ومدى موثوقيته.
هل الخادم آمن؟
التساؤل الثاني الذي يطرحه المتسّوق: هو مدى أمان الخادم المستخدم لإكمال الشراء عبر الإنترنت؟. يعتبر لأمن الخادم مصدر قلق لكثيرٍ من المتسوقين عبر الإنترنت ، لأنّ سرقة بيانا الهوية يمكن أن تتسبب في مشاكل فعلية للمتسّوق. ولعل أبسط طريقة – قبل ملء خانة بطاقة الإئتمان - تمكّن المتسّوق من تحديد ما إذا كان موقع الويب آمنًا أم لا, هى فحصه لعنوان الموقع, فيما إذا كان يحتوي على بادئة من https//: أم https//:, فإن كان الأول ، فهو آمنٌ ، وإن كان الثاني فهو موضع شبُهة ، ويجب على المتسّوق إجراء عملية الشراء عن طريق الإتصال بخدمة العملاء, بدلاً من إرسال المعلومات عبر موقع الويب غير الآمن حيث يمكن أن يكون عرضة للإعتراض, وسرقة بياناته المالية.
ما هي سياسة الإرجاع؟
هذا هو السؤال الثاني المتعلّق بالبائع, بشكل عام ، يجب أن تكون سياسات الإرجاع التي يقدمها تجّار التجزئة عبر الإنترنت متشابهة جدًا في طبيعتها مع سياسات الإرجاع التي يقدمها تجّار التجزئة التقليديون بإستثناء الأحكام الخاصة للتعامل مع شحن المنتج إلى بائع التجزئة. والمراجعة الدقيقة لسياسة الإرجاع الخاصة ببائع التجزئة عبر الإنترنت يمكن أن تعطي المتسّوق مؤشرًا جيدًا عما إذا كان البائع حسن السمعة أم لا ، لكونه يبحث عن رضا المتسّوق ، وكسب ثقته.
-------
م. هاشم غزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق